الأمم المتحدة: هجمات الجماعات المسلحة تقوض الاستقرار في إفريقيا الوسطى
الأمم المتحدة: هجمات الجماعات المسلحة تقوض الاستقرار في إفريقيا الوسطى
كشف جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، عن استمرار تهديد الجماعات المسلحة للاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى، رغم التقدم الذي تحقق في توسيع حضور الدولة وسلطتها.
وقال خلال إحاطة أمام مجلس الأمن مساء الخميس إن عنف الميليشيات لا يزال يهدد المدنيين والقوات الوطنية والعاملين الإنسانيين وبعثات حفظ السلام، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وسلط لاكروا الضوء على حادثة وقعت قبل ستة أيام، حين تعرضت دورية تابعة لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا) لهجوم من عناصر مسلحة يُشتبه في انتمائها إلى السودان، ما أسفر عن مقتل جندي من زامبيا.
ودعا سلطات البلاد إلى التحقيق الجاد في "هذا الهجوم الشنيع" وتقديم المسؤولين عنه إلى العدالة.
حريق مدمر في مدرسة ثانوية
وقدّم المسؤول الأممي تعازيه عقب حادثة مأساوية أخرى وقعت الأربعاء، حين اندلع حريق في مدرسة "ليسيه بارتيليمي بوغاندا" في العاصمة بانغي، يُرجّح أنه نجم عن عطل كهربائي خلال فترة امتحانات البكالوريا.
وأودى الحريق بحياة 21 شخصاً، من بينهم 19 فتاة ورئيس المؤسسة، فيما أصيب العشرات بجروح، بعضهم في حالة حرجة.
انتخابات مؤجلة وأمل في الاستمرار
وتطرّق لاكروا إلى ملف الانتخابات المحلية المرتقبة، مشيراً إلى أنها تمر بمرحلة تحول حساسة.
وأوضح أن العملية الانتخابية تواجه تأجيلات متكررة نتيجة تحديات مالية وتقنية ولوجستية، لكنه شدد على ضرورة الحفاظ على التقدم المحرز ومواصلة تعبئة الموارد لمنع أي انتكاسات.
وضع حقوق الإنسان مقلق مع تقدم قضائي
ووصف وكيل الأمين العام وضع حقوق الإنسان في البلاد بأنه "مثير للقلق"، مشيراً إلى استمرار الانتهاكات، بما في ذلك العنف الجنسي والانتهاكات بحق الأطفال.
في المقابل، أشاد بالتقدم الذي تحققه المحكمة الجنائية الخاصة، ودورها المتزايد في مكافحة الإفلات من العقاب وتحقيق العدالة الانتقالية، داعياً الدول الأعضاء إلى دعم عملها حتى عام 2028.
احتياجات إنسانية تتجاوز الموارد
وفي الجانب الإنساني، أكد لاكروا أن الوضع لا يزال متدهوراً، إذ تتجاوز الاحتياجات العاجلة الموارد المتاحة.
ورغم إشادته بجهود الحكومة لتنفيذ خطة التنمية الوطنية، شدد على ضرورة الموازنة بين دعم التنمية والمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة لضمان استجابة متكاملة ومستدامة.
تحذير أممي وأمل مشروط
وأشار إلى تطورات إيجابية في جهود بعثة "مينوسكا" لتعزيز التعاون مع السلطات الوطنية والقطاع الخاص، بما يشمل توسيع المشاركة المحلية في سلسلة التوريد وبناء القدرات الوطنية في مجال المشتريات.
وختم لاكروا إحاطته بتحذير واضح قائلاً إن "جمهورية إفريقيا الوسطى تقف عند مفترق طرق"، مشيراً إلى أن الحفاظ على المكاسب الحالية يتطلب استمرار القيادة الوطنية ودعماً دولياً متواصلاً، معرباً عن أمله بأن "تتحول البلاد إلى قصة نجاح حقيقية" لشعبها ولجهود حفظ السلام العالمية.
تشهد جمهورية إفريقيا الوسطى منذ سنوات صراعاً معقداً بين الحكومة وجماعات مسلحة متمردة، رغم وجود قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تُعرف باسم "مينوسكا".
وتسعى الأمم المتحدة إلى دعم استقرار البلاد عبر المساعدة في تنفيذ الانتخابات، تعزيز الحكم الرشيد، وتقديم المساعدات الإنسانية. غير أن الهجمات المسلحة المتكررة، والانتهاكات الحقوقية، والأزمات الإنسانية المتفاقمة، لا تزال تمثل تحديات كبرى أمام جهود إعادة الإعمار والاستقرار السياسي.